من علامات الساعة الصغرى تقارب الزمان ونقصان العمل وكثرة الشح

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وبعد :
سنتحدث بعون الله جل وعلا عن ثلاث علامات تحصل في حياتنا ومع اول علامة . 
1)تقارب الزمان : في هذا الحدي "تقارب الزمان " ما معنى فوله حتى يتقارب الزمان سوف أفسر هذا المعنى بكلام آخر للنبي صلى الله عليه وسلم وما أجمل وأروع أن يكون كل كلامنا من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة أي كالأسبوع وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعف الخوصة ، أي كاحتراق ورق النخيل ، صلى الله على الصادق الذي لا ينطق عن الهوى فلقد وقعت العلامة ، كنا نصوم رمضان في أيام قليله وألان ننتظر رمضان الآخر وهكذا فتكون السنة كالشهر يخرج صاحب العمل أو صاحب المكتب أو صاحب الوظيفة بمجرد ما يخرج ويذهب إلى العمل يسمع آذان الظهر وبمجرد ما يفتح الأوراق ويبدأ بعمل أي شيء يجد الوقت قد انتهى والساعة قد مرت واليوم قد نفذ الله اكبر ..... 
الأسبوع كأنه يوم واليوم كأنه ساعة والساعة لا شيء كأنها ورقة سقطت من نخله واحترقت . 
كيف تعود ألبركه مرة أخرى إلى أعمالنا وأعمارنا وكلماتنا وأحوالنا وبيوتنا وأموالنا وصحتنا .... بالإيمان والتقى . 
لكن الأيمان ليس كلمة أسال الله أن يرزقنا وإياكم الإيمان فالإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان أي اعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح والتقوى دين ومنهج لأنك لا تصدم إلا من اجل التقوى ولا تحج إلا من اجل التقوى ولا تتصدق إلا من اجل التقوى كل العبارات كانت ولا زالت من اجل التقوى لان الغاية من خلق الخالق هي العبادة قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) . 
2)نقصان العمل : يقول صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ونقص العمل " ... آه هذه هي ألمشكله ترى الخير في المكاتب والشركات والدكاكين الممتلئة بالأغراض والبضائع وكذلك المصانع لكن القضية ليست قضية تنظير فحسب فأين العمل قل العمل ونقص وتلك علامة من علامات الساعة وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل ما يبلغ عن رب العزة جل وعلا فيما يتعلق بهذا الدين (وما ينتق عن الهوى) ،النجم ،اية3، فعندما تقارن بين أعمالنا وبين أعمال سلفنا الصالح ترى الفرق شاسعا وترى الفارق كبيرا جدا كما بين السماء والأرض فلقد كان كلامهم قليلا وعملهم كثيرا وكلاما نحن كثير جدا وعملنا قليل . 
3)كثرة الشح : 
لقوله صلى الله عليه وسلم " ويلقى الشح " . ما هو الشح ؟هو اشد من البخل وابلغ في المنع منه والبخل هو المرض الزميم الحقير الدنيء والشح أخبث منه واخطر منه نعم وما الفرق البخيل هو من يبخل بما يجب عليه أن ينفقه من زكوات ونفقات رجل بخيل لا يخرج حق لا يخرج حق الله من ماله يمسك على نفسه وعلى امرأته وعلى أولاده ... معه الخير وقد وسع الله عليه ولكن أولاده يعيشون في ضيق وفقر هذا هو البخل أما الشحيح فهو بخيل وشحيح في نفس الوقت انه لا يريد ان يعطي فقط ولكن يريد أيضا ما عند غيره انظر ماذا يقول رب العزة (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المفلحون) ، الحشر ، أيه 9،أي من يتقي الله عز وجل في شح نفسه هو الذي افلح ونجح ونجى في الدنيا والآخرة . 
فالبخل والشح سبب الضيق والشقاء لذا يقول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه :" أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم " إذا احذر الظلم واتقي أسبابه . 
نسال الله أن يشرح صدورنا وان يقينا شح أنفسنا وسيئات أعمالنا انه على كل شيء قدير .

نسال الله أن يشرح صدورنا وان يقينا شح أنفسنا وسيئات أعمالنا انه على كل شيء قدير